السبت، 11 يوليو 2009

مولتوف


المولتوف اختراع جميل يمكنك من اشعال النار فى الناس الذين لا تطيقهم وهم كثيرون بالتأكيد..زجاجة لطيفة الشكل تحتوى على سائل أو خليط من السوائل القابلة للاشتعال وفوهتها مسدودة بقطعة من القماش المنقوعة فى السائل لإشعال النار فيها والآن هى جاهزة للاستخدام..ثوان ويتحول الشخص الذى يزعجك إلى سجق وهو مشهد يسيل اللعاب.

لست ساديا..أنا عجوز مسالم يرغب فى الحياة بهدوء ولا يطيق الازعاج فمن فضلكم لا يلومنى أحد لأننى سأضرم النار فى أحدهم..فالحرق بالنار يعد نوعا من التدليل بالنسبة لما يستحقه البعض.

الآن أنا أقف فى شرفة الدار ومعى زجاجة مولتوف واحدة (هى التى ترونها فى الصورة أعلاه)..والمشكلة هى اننى لا أعرف على من تحديدا يجب أن القيها..إننى أحتاج إلى مخزن بحجم قارة آسيا يمتلئ بالزجاجات وكما من السوائل المشتعلة يوازى ما فى المحيطات الأربعة من ماء..سأقضى البقية القليلة من عمرى فى تعبئة الزجاجات والقائها على من يستحقونها..وهم كثيرون..كثيروووووووون.

خذ عندك مثلا:
-الآباء والأمهات الذين يتركون أطفالهم يتشيطنون فى الاماكن العامة التى لا تسمح بذلك كالقطار وعيادات الأطباء

- الشخص الذى يستمع للأغانى على ذلك الاختراع الشيطانى اللعين (الموبايل) بصوت عال فى الأماكن العامة وبالذات وسائل المواصلات ساعة الذروة..وكل ساعات اليوم أصبحت ذروة بالمناسبة

- قائدى السيارات فى مواكب الزفاف الذين لا يرفعون أيديهم عن آلات التنبيه وذلك لتنبيه الناس أن أحدهم يتزوج..كأن هذا شيئا جميلا أو حدثا يستحق الذكر وخاصة فى الثالثة بعد منتصف الليل

- الذين يستخدمون آلات التنبيه بإفراط وبدون مناسبة خاصة ذلك الشاب الرقيع الذى اشترت له أمه سيارة حديثة ليقودها بطريقة تذكرك بمشهد محمود عبد العزيز وهو يركب الدراجة النارية فى فيلم الكيتكات وهو يصر على أن يصحو الجميع من نومهم ليروا اللعبة التى اشترتها له ماما

- أصحاب المحال الذين يرفعون صوت الكاسيت لأعلى درجة بل ويقومون بتركيب أجهزة شيطانية ترفع من صوت الكاسيت أكثر..ناهيك عن نوعية الأغانى التى يسمعونها ويصرون على أن تسمعها المدينة كلها معهم

- سائقى الميكروباص أيضا يشتركون مع أصحاب المحال فى ذلك..وهم دائما سليطو اللسان هم والتباعون ويفخرون بذلك كثيرا..الأطول لسانا والأعلى صوتا هو الأكثر نفوذا

- الشباب الواقفون على النواصى فجرا يمزحون بأعلى صوت لديهم ويتبارون أيهم يوقظ عددا أكبر من سكان الشارع

- الشباب الذين يتحرشون بالفتيات قولا أو فعلا

- أستاذ الجامعة الذى يشعر أنه مهم أكثر من اللازم ويحيل حياة الطلبة إلى جحيم

- أصحاب الأفراح فى الحوارى الذين يسهرون مع ال d.j إلى الثانية أو الثالثة بعد منتصف الليل

- الشخص الذى اخترع ال d.j

- سائق المترو الذى يعطل الناس عن أشغالهم صباحا أو يتركهم يشوون فى تلك المحرقة ظهرا ليمازح زملاؤه على الرصيف

- زملاء سائق المترو آنف الذكر

- خطيب الجمعة المتجهم المتعصب الذى يتشنج و(يشخط) فى المستمعين الغلابة ويقول أن ذهاب الفتيات للجامعات هو سبب كل الشرور فى هذا العالم

هذا غيض من فيض..عينة فقط لا أكثر..والذين يستحقون الحرق أكثر من هؤلاء بالتأكيد..المشكلة أن معى زجاجة واحدة..واحدة فقط.

هناك 4 تعليقات:

  1. السلام عليم ورحمة الله وبركاته
    انا اول مرة اسمع عن المولوتوف ده
    بس عجباني قوي الفكرة
    ومتفق معاك تماما ان فى ناس كتيير جدا تستحق الحرق
    تعرف ان آلام الحرق اصعب من كل االآلام اللي بيشعر بيها الانسان
    دي حقيقة علمية
    واللى عجبني اكتر فكرة الزجاجة الواحدة
    انا هاقولك اللى انا فهمته وصحح لي لو كنت غلطان
    ان مش كفاية رأيك انت لوحدك علشان ننفذ العقاب ده
    يعني لازم على الاقل اغلبية الاراء فى نفس الاتجاه
    فإذا كان ده اللى انت تقصده
    انا بضم صوتي لصوتك
    وإزازتي لـ إزازتك
    دمت بكل ود

    ردحذف
  2. العزيز سقراط..من الجميل أن تشاهد المزعجين يحترقون لكن المؤسف أن من يموت حرقا لا يموت من الألم وإنما بالصدمة العصبية وهذا يحرمنى من التلذذ بمشاهدتهم يتلوون ألما لكن المشهد مازال مغريا..بالمناسبة يبدو أنك قد فهمت تدوينتى بأكثر مما فهمتها أنا وهو ما أعتبره تعديا على حقوقى بشكل ما لذا تجدنى شاعرا ببعض الحقد تجاهك..تأدب مع جدو يا ولد ولا تشعره بأنك أذكى منه وإن كانت تلك هى الحقيقة..ولا تتأخر على يا حفيدى الشقى

    ردحذف
  3. جدو العزيز
    اعتقد ان دي اول مرة اتطفل فيها على مدونتك بس انا قلت انك راجل عجوز, ومش هتاخد بالك,وهبقى اجري بسرعة احسن تلحقني , بس مقدرتش لأن الموضوع فعلا بيعبر عن مآسي متتالية متوالية بالاضافة الى التتابع الاكثر من رائع في عرض الامثلة والافكار وبصفة عامةانا متفق مع حضرتك .
    بس في رأيي المتواضع الذي لا يصبو لحكمة عجوز ليس بالمخرف إن لازم المولوتوف اللي معاك يتشرف بحرق أحدهم , على الافل انطلاقا من منطق الاقتصاد القاضي بتكلفة الفرصة الضائعة , والولوج في علم الاحياء والعلاقات الحيوانية بفكرة تبادل المنفعة , يعني يا جدو حضرتك ترمي المولوتوفاية بتاعتك على أحدهم , وانا ارميها على أحدهم وكذلك سقراط. ونخلي بالنا إن المولوتوف ليه مدة صلاحية وممكن التحصين منه يعني زي م احمد حلمي قال ممكن يبقى expired وبالتدريج ممكن نوصل لجماعية العقاب المنشودة أو يبقى هولوكست ومحرقة لكل هؤلاء .
    أعتذر لجرأتي وإطالتي يا جدي العزيز وانا معاك يا ريس , ولا بلاش يا ريس دي .

    ولكم منا أفضل التحيات
    محمد السيد حامد

    ردحذف
  4. أخيرا تذكرت جدو أيها التعس..أين انت يا ولد؟..المشكلة يا بنى أن عددنا قليل للغاية والأمثلة المذكورة فى التدوينة أكثر من حبات الرمل..ما يجعلك تفكر فى توفير زجاجة المولتوف لاستعمالها ذاتيا كى تريح وتستريح

    أسعدنى وشرفنى مرورك يا بنى..لا تغب عنى

    ردحذف